فوائد العاب الفيديو وتأثيرها على الصحة النفسية والعقلية


تُعتبر الألعاب الإلكترونية أو العاب الفيديو من أكثر الأشياء شيوعاً في عصرنا الحالي، حيث لا يمرّ يوم إلا ويقضيه العديد من الناس وهم يلعبون هذه الألعاب، وخاصةً بين الشباب، وعلى الرغم من الجدل الذي يثار حول فوائد العاب الفيديو وأضرارها، فإن الدراسات الحديثة أظهرت أنّ لها فوائد كثيرة على الصحة الجسدية والعقلية.

ففي هذا المقال، سنتناول بعضًا من هذه الفوائد ونسلط الضوء على كيفية الاستفادة من الألعاب الإلكترونية بشكل صحيح ومفيد.

ما هي الألعاب الإلكترونية؟

تعتبر الألعاب الإلكترونية من السلع التجارية التكنولوجية التي تشكل جزءًا من العالم الحديث للثقافة الرقمية، وعلى الرغم من أنها ممتعة ومسلية إلا أنها تؤثر بطرق متعددة على الفرد والمجتمع.

تم تطوير أول نظام ألعاب فيديو متعدد البرامج واللاعبين بواسطة المهندس الأمريكي رالف باير في فترة بين عام 1967 و 1969، وكان بالتعاون مع أصدقائه بيل هاريسون وبيل روش، تم صنع أول نموذج للألعاب الإلكترونية، الذي يعرف باسم الصندوق البني.

وأصبح هذا النموذج الأولي أول نظام ألعاب فيديو متعدد البرامج واللاعبين، وبعد ذلك، اشترت شركة ماغنافوكس النموذج وأطلقته باسم ماغنافوكس أوديس، مما أسهم في تطور ألعاب الفيديو حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

فوائد العاب الفيديو

المساعدة على تعليم الأطفال

تستطيع بعض ألعاب الفيديو مساعدة الأطفال في التعلم، وخاصة الأطفال الصغار الذين يستعدون للالتحاق بالمدرسة.

فعلى سبيل المثال، تعتبر الألعاب الإلكترونية ذات المحتوى التعليمي والتي تركز على تعليم الحروف والأرقام والكلمات والمفردات، طريقة مسلية وفعالة للمساعدة في بناء الأساسيات اللازمة لدى الأطفال. كما يمكن أن تساعد ألعاب الفيديو في تنمية مهارات اتخاذ القرارات لدى الأطفال.

ولكن يجب الانتباه إلى أنه ينبغي اختيار الألعاب بعناية والتأكد من أنها تحتوي على محتوى تعليمي فعال ومناسب لعمر الطفل، وأن تكون مراقبة الوقت الذي يقضيه الطفل من قبل الأهل أمرًا مهمًا.

العمل على تحسين القدرات العقلية

توجد بعض الألعاب التي تعزز القدرات العقلية وتزيد من المهارات الفكرية والإبداعية، عن طريق تحفيز التفكير وتشجيع المستخدمين على استخدام العقل، مثل الألعاب الألغاز والألعاب التي تتضمن مشكلة أو حدثاً يتطلب القيام باتصالات منطقية وربط الأحداث المختلفة ببعضها البعض للوصول إلى الحل.

ويمكن لهذه الألعاب أن تساعد في تحسين مهارات التفكير الناقد والإبداعي وتعزيز القدرة على حل المشكلات بشكل فعال.

ومن المهم الانتباه إلى أنه يجب على الأفراد اختيار الألعاب التي تتناسب مع مستوى مهاراتهم واهتماماتهم، وأن يتم استخدام الألعاب بشكل متوازن وتحت إشراف مناسب.

القدرة على اتخاذ القرارات

تتطلب بعض الألعاب الإلكترونية مهارة التصرف السريع، وهذا يؤدي إلى تطوير التنسيق بين اليد والعين للاستجابة للمؤثرات البصرية على الشاشة، والاضطرار إلى التصرف بسرعة وفقًا لذلك.

ويمكن أن يساعد ذلك في تحسين قدرة اللاعبين على اتخاذ القرارات بسرعة وسلاسة، حتى تحت الضغط. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن استخدام هذه الألعاب بشكل مفرط قد يؤدي إلى التعرض للإجهاد والتوتر، فلذلك ينبغي استخدامها بشكل متوازن وتحت إشراف مناسب.

العمل على تحسين القدرات البصرية

تُساعد العديد من الألعاب الإلكترونية على تحسين القدرات البصرية لدى الأطفال والبالغين، حيث تُحسِّن القدرة على تتبع مجموعة من الأجسام المتحركة رغم تواجد كائنات متحركة أخرى مماثلة في المجال البصري.

ويمكن لهذه الألعاب أن تساعد في تحسين مهارات الرؤية الفراغية والتصور البصري وتعزيز القدرة على التركيز وتحديد الأشياء بشكل أكثر دقة.

ومن الجدير بالذكر أنه يجب اختيار الألعاب التي تناسب مستوى مهارات الفرد وتحت إشراف مناسب لاستخدامها بشكل صحيح.

فوائد أخرى لالعاب الفيديو

تمتلك العاب الفيديو تأثيرًا كبيرًا على الثقافة العامة للأفراد، نظرًا لانتشارها الواسع بينهم، ويمكن تصنيف فوائد هذه الألعاب على النحو التالي:

  • تحسين الأداء المعرفي، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو غالبًا ما يكون لديهم أداء فكري مرتفع وكفاءة دراسية عالية بالمقارنة مع الذين لم يلعبوا بهذه الألعاب.
  • تحسين التناسق بين اليد والعين، حيث تتطلب معظم ألعاب الفيديو استخدام أوامر دقيقة تؤثر على تناسق حركة اليد مع النظر.
  • تحسين عملية اتخاذ القرار، حيث تعتمد معظم ألعاب الفيديو على تطوير استراتيجيات معينة خلال اللعبة، مما يساعد على اتخاذ القرارات بشكل أفضل وأسرع.
  • تشجيع القراءة، فمن الممكن أن تشجع العاب الفيديو على القراءة عن طريق الحوار القائم بين الشخصيات اللاعبة.
  • تحسين التفكير الاستراتيجي والمهارات المنطقية، حيث تتطلب هذه الألعاب وضع استراتيجيات للتقدم إلى المستويات التالية والفوز باللعبة.
  • زيادة الاهتمام بالتكنولوجيا، حيث يتأقلم الأفراد مع التكنولوجيا الحديثة من خلال الألعاب الإلكترونية وتزيد من اهتمامهم بها.
  • مساعدة الأشخاص المهمشين في المجتمع، حيث يمكن للأشخاص المهمشين اجتماعيًا التواصل مع الناس من خلال العالم الافتراضي وتكوين صداقات جديدة.
  • استخدام العاب الفيديو كأدوات للتدريس، حيث تُنمي المهارات الحياتية المختلفة وتُحسنها، بالإضافة إلى أن العملية التعليمية تُصبح أكثر مُتعة.
  • استخدام العاب الفيديو كوسيلة فنية، حيث تُساهم بشكل كبير في صناعة بعض الوسائط الفنية، مثل الموسيقى والأفلام.

أضرار العاب الفيديو

يمكن أن تؤدي الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية إلى تفاقم مشاكل صحية واجتماعية للمستخدمين، مثل السمنة والكسل والأمراض الاجتماعية والصحية الناتجة عن الجلوس الطويل أمام الشاشة، ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن الألعاب الإلكترونية تحمل أضرارًا على الصحة البدنية والعقلية للأفراد.

لذا، يجب الاستخدام المعتدل للألعاب الإلكترونية والتقيد بالإرشادات الصحية لتجنب هذه المشاكل. لمزيد من المعلومات.

العنف

تشير بعض الدراسات إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة تؤثر على سلوك الأفراد في الحياة الواقعية، حيث يمكن أن تشجع على العنف، فعلى سبيل المثال يمكن لعب ألعاب فيديو عنيفة لفترة طويلة أن يزيد من مستوى العنف لدى اللاعبين ويؤدي إلى توليد سلوكيات خطيرة.

لذا، يتعين على الأفراد اتخاذ حذرهم وتجنب الألعاب العنيفة والتركيز على الألعاب التي تحتوي على محتوى إيجابي وتعزز القيم الإيجابية في المجتمع.

إضاعة الوقت

يُرتبط لعب ألعاب الفيديو بإضاعة الوقت، حيث يمكن أن يستنزف الوقت الذي يُمضيه اللاعب في اللعب هذه الألعاب الوقت الذي كان سيقضيه في الأنشطة الأخرى الأهم، مثل قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو القيام بالمهام الدراسية، أو المشاركة في النشاطات الترفيهية مثل اللعب بكرة القدم، أو تطوير مهارات جديدة.

لذا، ينبغي على الأفراد الحرص على تحديد الوقت المخصص للعب الألعاب الإلكترونية والتأكد من عدم التسبب في إهدار الوقت الذي يمكن استثماره في أنشطة أخرى مفيدة.

تغيير الشكل الخارجي

إن الإفراط في لعب ألعاب الفيديو يمكن أن يؤثر على مظهر اللاعب الخارجي وصحته بشكل سلبي ملحوظ وخصوصاً، فيما يلي:

  • حيث يمكن أن يؤدي إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، مما يتسبب في ظهور علامات التعب على الجسم مثل شحوب لون البشرة وظهور هالات تحت العينين.
  • كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
  • عدم القدرة على الوقوف بشكل صحيح.

لذا، ينبغي على الأفراد الحرص على الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، وتحديد الوقت المخصص للعب الألعاب الإلكترونية بشكل مناسب لتجنب هذه المشاكل الصحية.

تؤثر على الصحة بشكل ملحوظ

تسبب ألعاب الفيديو بعض المشاكل الصحية للاعبين، فقد يؤدي للتالي:

  • لعبها بشكل مستمر إلى آلام في المفاصل، مثل الرقبة واليد والرسغ والساعد، نتيجة للعب المتواصل لفترات طويلة دون راحة.
  • كما يمكن للعب الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة أن يؤدي إلى نقص فيتامين د، الذي يتم الحصول عليه من التعرض للشمس، وبالتالي يمكن أن يسبب ضعف العظام ومشاكل في العامود الفقري والساقين.
  • كما غالبًا ما ترتبط الألعاب الإلكترونية بتناول الأطعمة غير الصحية والوجبات الخفيفة الدهنية والسكرية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن والإصابة بالبدانة.

لذا، ينبغي على الأفراد الحرص على تقييم وتنظيم الوقت المخصص للعب الألعاب الإلكترونية وتبني نمط حياة صحي ومتوازن.

إدمان العاب الفيديو

يمكن لألعاب الفيديو أن تؤدي إلى الإدمان لدى اللاعبين، حيث تستهلك الكثير من وقتهم وتُعتبر بخطورة مماثلة لإدمان المُقامرة القهرية، ويتحول حُب الألعاب الإلكترونية إلى إدمان عندما يقضي اللاعبون معظم وقتهم في اللعب على حساب العمل أو الدراسة أو التمارين البدنية أو الأنشطة الاجتماعية، مما يؤثر سلبًا عليهم.

ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان، ومنها تصميم بعض الألعاب بشكل يجعل اللاعب يشعر بالتحدي المستمر والحاجة للفوز، مما يدفعه لقضاء وقت أطول في اللعب دون الاستسلام.

ويجب على الأفراد تحديد الوقت المناسب للعب ألعاب الفيديو وتقييم تأثيرها على حياتهم الشخصية والاجتماعية.

أنواع إدمان العاب الفيديو

يمكن تصنيف الإدمان على الألعاب الإلكترونية إلى نوعين:

  • الأول هو إدمان الألعاب التي تحتوي على مهمة واحدة فقط ويلعبها لاعب واحد، وعند انتهاء اللاعب من هذه المهمة أو تحقيقه لنتيجة معينة، ينتهي الإدمان عادةً.
  • النوع الثاني هو إدمان الألعاب التي لا تحتوي على مهمة واحدة ولا تنتهي، ويلعبها عدد كبير من اللاعبين عبر الإنترنت، ويقوم اللاعب في هذا النوع ببناء شخصية وهمية وإنشاء علاقات مع لاعبين آخرين عبر الإنترنت، ويمكن أن يستمر الإدمان على هذه الألعاب لفترات طويلة بسبب عدم وجود نهاية محددة للعبة، ويمكن أن يستخدم اللاعب هذا النوع من الألعاب كوسيلة للهروب من الواقع والشعور بأنه أكثر قبولًا في شخصيته الوهمية داخل اللعبة.

علامات إدمان ألعاب الفيديو

تشمل علامات الإدمان على الألعاب الإلكترونية عدة أشياء، مثل:

  • التغير في السلوك والمزاج.
  • العزلة الاجتماعية.
  • فقدان الرغبة في القيام بالأنشطة الممتعة الأخرى.
  • الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
  • تدني الإنجاز في العمل أو المدرسة.
  • صعوبة التحكم في الوقت المستهلك في اللعب.

فلذلك، يجب على الأفراد الانتباه لهذه العلامات وتقييم تأثير الألعاب الإلكترونية على حياتهم الشخصية والاجتماعية، والسعي للحفاظ على توازن صحي بين اللعب والأنشطة الأخرى في الحياة.

الآثار الجسدية لإدمان ألعاب الفيديو

تشمل الآثار الجسدية للإدمان على الألعاب الإلكترونية العديد من الأمراض والحالات، مثل آلام في الرسغ والرقبة والمرفقين، وظهور البثور على الجلد، واضطرابات النوم.

ويمكن أن يؤدي الإدمان على المدى الطويل إلى السمنة أو النحافة أو الاعتلال العصبي المحيطي (الخدر في اليدين) أو جلطات الدم، لذلك، يجب على الأفراد الانتباه لهذه الآثار الجسدية والسعي للحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، والتقليل من وقت اللعب على الأجهزة الإلكترونية.

علاج إدمان ألعاب الفيديو

لا ينصح باستخدام الأدوية لعلاج الإدمان على الألعاب الإلكترونية، بل يفضل اتباع تقنيات علم النفس القياسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي، ويعمل هذا العلاج على تعديل أنماط التفكير السلبية والتعامل مع مواقف الحياة المختلفة بشكل صحيح.

ويمكن أن يتضمن هذا العلاج تقنيات مثل التحفيز المعرفي والتحليل الوظيفي المعرفي، بالإضافة إلى تغيير السلوك المرتبط باللعب على الأجهزة الإلكترونية.

وبشكل عام، يجب البحث عن العلاج الذي يناسب كل حالة بشكل فردي، ويجب استشارة متخصص في علم النفس قبل اتخاذ أي خطوة لعلاج الإدمان على الألعاب الإلكترونية.

أقرأ أيضا: كيفية تطوير مهارات الاتصال والتواصل الفعال

الكاتب:

طالبة بكلية الآداب جامعة الزقازيق و كاتب في منصة أدواتك وأمهات , أحب الكتابة والموسيقى وهدفي تقديم محتوى مميز للقاريء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *