رحلتك لإيجاد طفلك الداخلي| تعرف على مخاوف الماضي وتأثيرها على الحاضر


أثناء رحلتك لإيجاد طفلك الداخلي يجب أن تكون على دراية كاملة ببعض الخطوات للوصول لها بعناية دون تشتت، يرجع مفهوم الطفل الداخلي إلى عالم النفس المشهور “كارل يونج”، حيث وصف كارل نموذج للطفل في عمله وربط هذا الطفل الداخلي بتجارب، وهذه التجارب تجمع بين الماضي وذكريات البراءة والمرح بجانب الأمل في المستقبل، وعند البحث عن طفلك الداخلي، هذا لا يشكل عقبة وبأنك غير بالغ أو غير ناضج، ولكن قد يكون هذا الطفل متحكم بشكل كبير في اهتزازاتك النفسية واضطرابات علاقاتك كما في ذلك فعل الأشياء المختلفة، بالتالي إن العثور عليه يساعد في تسهيل فهم حياة الحاضر والشفاء من الألم الموجود في الماضي لإعادة توازنك النفسي والتعامل بصفاء داخلي.

قد لا ترى أو تسمع طفلك الداخلي بشكل واضح، ولكن إقامة اتصال مع هذا الجزء يؤدي إلى إحساس مختلف وأكثر اكتمالاً بالذات.

يُعرف علم النفس أن الطفل الداخلي يُمثل الجانب الطفولي في الشخصية ويحمل معه جميع الخبرات والتجارب التي نمر بها في مرحلة الطفولة حتى مرحلة البلوغ، والتواصل مع هذا الطفل الداخلي بشكل أكبر يعزز من فهمنا لأنفسنا، وفي ظل تعريف علم النفس هذا، طبق “يونغ” فكرة الطفل الداخلي على نفسه، ليكتشف تأثير استعادة مرحلة الطفولة على العواطف والمشاعر، وذلك ما سنتعرف عليه في كحل وحنة لمساعدتك بشكل أكبر على ربط الأحداث وسد احتياجات الماضي.

أهم الخطوات أثناء رحلتك لإيجاد طفلك الداخلي

هناك بعض التمارين الذهنية البسيطة التي يمكنك القيام بها لمعرفة مايحتاجة طفلك الداخلي بسهولة، خاصة إذا كان له متطلبات مدفونة من الماضي لابد من إشباعها لعدم التحكم بشكل لاشعوري في القرارات الحياتية، فالفهم الواضح له قد يجعلك تلبي هذه الاحتياجات دون أن تؤثر على الحاضر.

عقلك

أثناء رحلتك لإيجاد طفلك الداخلي، لابد من معرفة أهمية العقل لهذا السياق وأنه من أهم الطرق التي تجعلك تربط الماضي بالحاضر، حيث يحتوي ماضي كل منا على مزيج من الأحداث السلبية والأحداث الإيجابية، وهذه الأحداث لها عامل كبير في تشكيل شخصيتك وتوجيه اختياراتك وأهدافك، ووفقاً لقول “لكيم إيجل” المعالج النفسي في كارديف كاليفورنيا، “يمكن أن يكون الفهم العميق لنفسك الماضية مفتاحاً للتمتع بصحة وعافية محسنة في وقت لاحق في الحياة”، حيث يمكن لأي شخص الاتصال بطفلة الداخلي والاستفادة، وقد يكون الوصول إلى طفلك الداخلي أو الجوانب المسؤولة عن التصرفات اللاشعورية عادة من الأمور الصعبة، ولكن عندما تفكر أن هذه طريقة لاكتشاف علاقة اختياراتك بماضيك، قد يساعدك هذا المنظور في التعامل مع الموقف بشكل أكثر فضول.

البحث عن طفلك الداخلي من خلال الأطفال

يهتمون الأطفال بشكل كبير بإيجاد الفرح في الأشياء الصغيرة في وقتهم الحاضر، وهذا يجعلك تكتشف بشكل كبير خبايا أمور قد كنت تتجاهلها، فإن الانخراط في اللعب الإبداعي مع الأطفال يساعدك في إحياء ذكريات وإعادة الاتصال بمرحلة معينة من طفولتك تساعدك في تكمله نقصان ما إذا كان هناك شيء يشبه ذلك، بجانب الطاقة الإيجابية التي قد تتركها لهؤلاء الأطفال، فتصبح أنت جزء من وقتهم الطفولي الذي سيبحثون عنه في المستقبل عند اكتشاف طفلهم الداخلي.

التأمل في ذكريات الطفولة

قد يكون التأمل في ذكريات الطفولة وسيلة فعالة للتواصل مع طفلك الداخلي، فمثلما وضح “إيجل أن الصور والتذكارات التي يمكنك النظر إليها تساعدك في الوصول إلى المساحة العاطفية المنعكسة في كلمات وصور الماضي والنظر إلى الوراء بشكل لاشعوري، ومن أبرز هذه الوسائل هي إعادة قراءة يوميات الطفولة والإطلاع على الكتب السنوية المدرسية، وفي هذا الوقت يمكنك القيام بتمرين التخيل، أن تتخيل نفسك كطفل، تخيل ملابسك المفضلة أثناء صورة معينة تشاهدها، وتخيل من كان معك وبما كنت تشعر، هل تشعر بالوحدة والضياع؟ فإذا وجدت طفلك الداخلي يشعر بمعاناة يمكنك مساعدته على الشفاء، فيمكن لطفلك الداخلي أن يعبر بشكل أقوى عن احساسة اللاشعوري ويمنحك القوة عندما تساعده على ذلك.

اقرأ أيضاً: عيون الفلك| اكتشاف أسرار 5 أبراج يتمتعون بحدس قوي

الأشياء الممتعة المتروكة

عند التفكير بالأشياء التي كانت تمنحنا السعادة في طفولتنا حتى لو كانت عبثية أو سهلة، ذلك يجعلك تشعر بشيء مختلف، فالأنشطة الإبداعية مثل التلوين، الرسم أو حتى العبث يجعلك تخرج طاقة يحتاج طفلك الداخلي إلى إخراجها، عندما تترك عقلك النشط يرتاح قليلاً فإن المشاعر لا تأخذها في الاعتبار عادة تظهر من خلال أصابعك وترتبط بالمشاعر المدفونة والمنسية في الذات.

التحدث مع طفلك الداخلي

يقول راب: “إذا كانت لدينا جروح بسبب الصدمة، فإن الكتابة عن تلك الصدمة تساعدنا على التواصل مع الطفل في الداخل” فإن أثناء إعادة التواصل نستفيد ونفهم بعض أسباب مخاوفنا واضطراب نمط الحياة، فقد يساعدنا طفلنا الداخلي على فهم ومعرفة الأسباب التي جعلتنا على ما نحن عليه اليوم، فحاول عقد فكرة محددة وأترك خيالك واكتب للتعبير عن أي أفكار تأتي لذهنك، فربما يكون طفلك الداخلي ضعيف ويحتاج إلى الاحتواء والحماية والدعم وهنا تجب على أسئلة طفلك لمعالجة نقاط الضعف والضيق الداخلي، ومن الطبيعي أن نشعر بالتوتر عند إظهار هذه المشاعر خاصة إذا كانت مرتبطة ببعض الأفكار والتجارب السلبية والصعبة، لكن هذا التمرين يعد من أفضل الطرق القوية لتقوية الروابط بين نفسك الحالية وذات طفلك الداخلي.

التحدث مع معالج نفسي

إذا كان معرفة طفلك الداخلي مؤلم للمشاعر أو يثير الغضب بشكل كبير، فإن ذلك يدل أن الذكريات والمشاعر والخوف والعجز لا يمكنك التحكم بهم بشكل قوي، وعندها يوصي “إيجل” بالذهاب إلى أخصائي صحة عقلية أو معالج نفسي يكون متخصص، فيعمل النهج في فكرة أعراض الصحة العقلية، المخاوف المتعلقة بالعلاقات وبعض الاضطرابات العاطفية، وغالباً ما تنبع من الألم نتيجة للعواطف المكبوتة، فيساعدك على تعويض طفلك الداخلي في العلاج والبدء في حل هذه المشكلات بشكل شامل.

اقرأ أيضاً: أبراج من النساء تجذب الشخصيات السامة نحوهن ويستمرون معهم

في النهاية يمكننا القول أن رحلتك لإيجاد طفلك الداخلي تعد سهلة وبسيطة، حيث يدعونا علم النفس بشكل عام لفهم الجوانب اللاشعورية والخفية المسؤولة عن حياتنا وقراراتنا في الحياة أثناء رحلتك لإيجاد طفلك الداخلي، ويعد موضوع الجانب الطفولي وطفلنا الداخلي من أهم الجوانب التي من الضروري التأمل والنظر إليها، فقد نسعى في الحياة لتلبية مطالب هذا الطفل دون أن نشعر، ففهمنا له قد يساعدنا على معرفة مانحتاج إليه بالتحديد لتجنب التشتت الفكري.

الكاتب:

طالبة بكلية الآداب جامعة الزقازيق و كاتب في منصة أدواتك وأمهات , أحب الكتابة والموسيقى وهدفي تقديم محتوى مميز للقاريء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *